نباتات الظل هيَ من أرقى أنواعِ الزينة التي من الممكن أن يستعينَ بها الناس لإضفاءِ منظرٍ جماليٍّ طبيعيٍّ وخلابٍ على أرجاءِ منازلهم. فالطبيعة تسحرُ العيون، وتضيفُ إلى النفسِ راحةً وسكونًا، كما أنَّها تُنعشُ النفَسَ والروحَ، وتنقي الهواءَ الذي يملأُ صدورَنا. وإذا ما كان المنزل صغيرًا لا يوفرُ مساحةً لزرع حدائقَ، فقصاري من نبات الظل هي العِوَضُ الأمثلُ عنها، لا سيّما وأنّ هذه الوسيلة تتيحُ لكَ زرعَ أنواعٍ مختلفةٍ من النباتاتِ ولكن في مساحاتٍ صغيرةٍ، وهذا ربما لن تجده في الحدائق التي قد تحصر نوع الزرع التي تستضيفه.1- فحص الشتلات قبل شرائها
من المهم جدًا أن تكون الشتلات خالية من الآفات أو الحشرات التي تؤدي غالبًا إلى موتها؛ ولذلك، افحص النبات جيدًا قبل شرائه، فإذا ما وجدت أوراقَه تالفةً فهذا دليل على عدم سلامتها من الحشرات فتجنبها. كذلك افحص العفَن والمواد الغروية لا سيما عند الأعناق والفروع، فهذه الفطريات يسهل انتشارها بسرعة على باقي النباتات.2- النقل
الحق أن أول ما يحدد مصير علاقتك مع نبات الظل هو طريقةُ نقلك إياه من المشتل إلى المنزلِ. يفاجأ كثير من الناس بعد نقلهم النبات، بأنه قد بدأ في الذبولِ شيئًا فشيئًا حتى ينتهي إلى موته، فغالبًا لم يخدعْهم مالكُ المشتل، بل إنهم قد أخفقوا في توفير عمليةِ نقل سليمةٍ لهُ. تُحفظُ أغلب النباتاتِ في صوباتِ زرعٍ حيث جوّ مهيّأ خصيصًا لها، ولذلكَ يلزمُ عليكَ حينما تنقل النباتات من المشتلِ إلى المنزلِ أن تحفظَها في أوعيةٍ مشابهةٍ للصوبات المخصصة لها، كأكياسِ البلاستيك الشفافة وما يشبهها.3-الوعاء
تأكّد من استخدامكَ وعاء محكما ومتماسكا، تتوافر فيه مسامات تهوية حتى لا يصاب النبات بالعفن. ثمةَ أنواعٌ كثيرة لقصاري الزرع، أفضلها على الإطلاقِ هي الفخارية، حيث أنها توفر المسام المطلوبة لتفريغ الماء الزائد عن حاجة النبات. وهناكَ القصاري البلاستيكية، وهيَ ليسَت مسامية؛ ولذلك فهي لا تناسبُ أغلبَ أنواع النباتات. وهناكَ أيضًا قصاري السيراميك، وهي قصاري ثابتة غالبًا وثقيلة الوزن تستخدمُ عادةً لتغطيةِ القصاري الفخاريّة. وأيضًا هناك القصاري الخشبية التي تطلى من الخارج لكثرة مسامها، ويزرع بها عادة النباتات ذات الأحجام الكبيرة. أما النوع الأخير، فيستخدم مع النباتات التي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وهو الصواني، وهي أوعية واسعة قليل عمقها، تستغل أحيانًا في صنع تشكيلة مختلفة من الزروع في الوعاء الواحد.4- أنواعُ التربة
للتربة التي يصلح فيها زراعة نباتات الظل خواص تتباين مع نظيرتها في الحدائق، فقد تدخل في تربة الحدائق بعض الآفات التي تنمو في الجو الدافئ الذي نوفره لنبات الظل.
وهاك أنواع التربة الصالحة للزراعة.أ-تربة الكومبوست: هي عبارة عن أوراق نباتية وحشائش كانت مدفونة تحت الأرض حد التعفن، وتخلط مع الطين والرمل وبعض من السماد الذي يتكون أساسًا من النيتروجين والبوتاسيوم والفوسفات. وهي تعتبر أكثر أنواع التربة ملائمة لزراعة الحدائق.ب- تربة البيت موس: هي تربة صناعية أنظف وأخف من تربة الكومبوست، وهي أفضل تربة تستخدم لزراعة نباتات الظل فهي تسهل التغذية له.ج- تربة مخلطة: وهي مزيج من تربة البيت موس وطمي من أرض زراعية مع سباخ رمل وسماد الفوسفات والبوتاسيوم. ويجب التأكد من نظافة الرمل والطمي من الحشرات والعفَن أو الديدان.5- عملية الزراعة
تحتاج لزراعة نباتات الظل الطمي والرمل والحصى وبعض من علب الصفيح أو الزجاج الفارغة أو الفحم. بلل الأصيص أولًا بالقليل من الماءِ كي يرطّبه، ثم ضع بعضًا من علب الصفيح أو الزجاج الفارغة أو الفحم حتى تساعد على تخفيف التربة، فالتربة التي تتكون من طمي الأراضي الزراعية فقط تبطئ من نمو النبات ويزيد من احتياج النبات إلى السقاية. ضع بعدها بعض الحصى والرمل وبعدها طبقة من الطمي الخصب. ثبت النبات في منتصف الأصيص، ثم حاوطه بالطمي حتى يرتكز بالمنتصف تمامًا، واغمر الأصيص بباقي الطمي إلى أن يصل إلى سطحِ الأصيص إلا قليلا. ثم اضغط على الطمي ليتفرغ الهواء الزائد، ثم اسقه بقدر مناسب من الماءِ.6- أماكن زراعة نباتات الظل في المنزللا شك أن الشرفاتِ هي أفضل اختيار لزراعة نباتات الظل في المنزل، على عكس ما يعتقده البعض من أنه لا بد من أن تزرع بعيدًا عن الشمس. ولكن كون الشرفات مغطاة أو مكشوفة يحدد اتجاه وميعاد سقوط الشمس على الشرفة، وهو مهم جدًا معرفته قبل البدءِ في الزراعة لتحديد المدة الزمنية التي يجب أن تتعرض نباتات الظل لأشعة الشمس بها، وكذلك الكثافة الضوئية. فمثلًا، تسقط الشمس على الشرفاتِ المكشوفة في فصل الصيف من جهة الشرق وتستمر خلال النصفِ الأول من النهار، ويصاحب الشمس تيار في الشمال الشرقي. أما في فصل الشتاء فيتسم الجو بنسيمٍ هادئ مع شمس دافئة من جهة الغرب معظم فترة النهار، مما يوفر الحرارة والضوء اللازمين لنمو النبات. وقد تُزرع نباتات الظل في أكواخ زجاجية متنقلة، تنكشفُ بالصيف لتتعرض للهواء والضوء والحرارة اللازمِين، وتوضع بالشتاء لحماية النبات من تيارات الهواء القوية وإمداده بالحرارةِ اللازمة له، ويسمح هذا الوضع للضوء بالوصول إليه. ويمكن وضع الكوخ في غرفة مع التأكد من تزويده بالضوء الكافي لتعويضه عن ضوء الشمس. أما الأكواخ الدائمة التغطية، فهي تستخدم في المناطق الباردة أو البحرية التي لا تصل إليها شمس عادةً. فهي تمنع من أن يؤذيها التيار البارد الذي قد تتعرض له في مثل هذه المناطق. ويجب ألا تقل المدة الزمنية التي يتعرض بها النبات للضوء عن اثنتي عشرة ساعة، ولا تزيد عن ثماني عشرة ساعة. 7- ريّ نباتات الظلوهذه الخطوة هي من أخطر الخطوات التي تمرّ عليك في رحلة رعاية نباتات الظل بالمنزل، فلا بد من أن تكون على درايةٍ تامة بطبيعة النبات الذي تحت رعايتك، حتى تعرف مقدار ما يحتاجه من الماءِ، فإن قلت المياه أو كثُرت عن حاجته ستؤدي إلى موته.8- بعض الأفكار لريه أثناء السفر
قد تضطر إلى السفر وتترك الزروع في الشرفاتِ، فهل تدعه يموت عطشًا حينها؟ بالطبع لا. ائْتِ بخيطٍ سميكٍ، وضع أحد طرفيهِ في إناءٍ مملوء بالماء، وثبته بمكان أسفل وعاء الزرع، ثم ضع الطرف الآخر من الخيطِ على التربةِ؛ لينتقل الماء بالخاصيةِ الشعرية. ثمةَ طريقة أخرى لسقايةِ نباتات الظل أثناء السفر، وهي أن تغلفَ النبات بكيسِ بلاستيك شفاف، مما يوفرُ لهُ الرطوبة وأيضًا الضوء اللازمَين له.9- بعض أنواع نباتات الظل
1. النباتات الورقية:
وهي أكثر النباتات ملاءمةً للمنزلِ، لطولِ عمرها الذي يمتدُ أحيانًا إلى العام، مع بقائها مخضرّةً ومزهرة، إلا أن هذه النباتات مهما طالت مدة بقائها حيّة فلها عمر افتراضيّ لا تتعداهُ، بسبب نموها في بيئة مغايرة لبيئتها الطبيعية. يضم هذا النوع من النبات النباتات العصارية، وشجيرات الزينة مثل الفيكس، والسرخسيات، ونخيل الزينة مثل الصيص. وقد يحتاج بعض من أنواع هذه النباتات إلى إدخاله الصوبة من فترة إلى أخرى لأنه يحتاج إلى مزيدٍ من الضوءِ والحرارة لتجديد الحياة به.2. نبات البيبروميا:هو أحد نباتات الظل بطيئة النمو، يعيشُ في الجو الدافئ ذي الرطوبة العالية، ترش أوراقه بالماء ويُسقى من فترة إلى أخرى باحتراز حتى لا تزيد نسبة الماء عن حاجته فيصاب بالتعفن. وتقلل نسبة تسميده وسقيه بالماء في فصلِ الشتاء.3. نبات الزبرينا بنديولا:هو أحد نباتات الظل سريعة النمو، يعيشُ في ظلٍّ بسيطٍ وجوٍّ ما بين معتدلٍ ودافئ، برطوبةٍ متوسطةٍ، ويحتاجُ لسقايته ماءً غزيرًا في فترة الصيف، ويسمّدُ مرةً كل أسبوعٍ. نبات الاسبيدسترا لوريدا هو من نخيل الزينة، وهو من نباتات الظل القائمة بذاتها، فلا يحتاجُ إلى عنايةٍ تُذكر. يعيشُ في الجو الجاف بطريقةٍ طبيعية، ويتأقلمُ مع تغيّرِ نسبة الرطوبة بالمكان، ونسبة الهواء المتغيرة مع احتوائه على الأبخرةِ والغازات، ويمكنهُ العيش في نسبةٍ قليلةٍ من الضوءِ إلا أنه يحتاج من فترة إلى أخرى أن يتعرّضَ لضوءِ الشمس، ويحفظُ في مكانٍ دافئ في فترة الشتاء، ويحتاجُ إلى الماء الغزير في الصيف وتقل نسبة الماء في الشتاء. وأما تسميده، فيكون مرةً كل عشرةِ أيامٍ ما بين الربيع والصيف، ومرة كل شهرٍ في الشتاءِ.4-الصباريات:
تمتازُ بأنها تتحمل الظروف القاسية من نقصِ الماءِ وجفافِ المناخ، ورغم ذلك قد يصل عمرها إلى مئاتِ السنوات على بطءِ نموها، بل هي تتأذى من غزارةِ المياه وقد تؤدي زيادة المياه إلى تعفنها وموتها. والصباريات عاشقة للشمس، ولا تتحمل الظل لفترات طويلة، ولذلك تجدها ملازمةً أكثر للصحاري. ثمة أنواع من الصباريات لا تتحمل أشعة الشمس القاسية طويلًا، ولذلك عند زراعتها بالمنزلِ تُحفظُ في أوعيةٍ خشبيةٍ أو توضع في الشرفات التي لا تستقرُّ فيها أشعة الشمس طوال النهار، لأنهُ قد يحترق النبات بسبب تعرضه لحرارة الشمس القاسية لفترات طويلة. وعند ريّ الصباريات، يجب مراعاة درجة الحرارة التي حولها ومقدار تعرّضها للشمس. فتحتاجُ في فصلِ الصيف إلى سقيها بالماء كل ثلاثةِ أيامٍ، أما في الربيع والخريف فتُسقى مرةً كل أسبوع لانخفاضِ درجةِ الحرارة نسبيًا خلال هذين الفصلين، أما في الشتاء فيمكن سقيها مرةً كل عشرين يومًا. وتكون السقاية بغمرٍ تامٍ لجذور النبات بالماء لا بمجردِ رشِّ التربة أو سطحه. والصبار هو من نباتات الظل متنوعة الأشكال، فمثلًا صبار “عمة القاضي”، على شكل كرةٍ صلبة قد تستطيل مع الوقت، وتحفها أشواكٌ قاسية، وتبرزُ من أعلى كرتهِ أزهار سريعة الذبول ومتغيّرة، يعيشُ لسنواتٍ طويلةٍ، وأكثر ما يوجدُ في الحدائقِ الصخريّةِ. أما صبار “ذيل الجمل” أو “البروفوليم”، فهو نبات عصاريّ يميلُ شكلُهُ إلى أوراقِ الأشجار، ولونها أخضر مع قرنفليّ في مزيجٍ بديعٍ.
تعليقات
إرسال تعليق
نشكرك على اضاف التعليق . سيتم الاطلاع على تعليق والموافقة علية قريبا